جاء رجل يشكو إلى عمر، رضي الله عنه، وهو مشغول فقال له "أَتَتْركون الخليفة حين يكون فارغاً حتى إذا شُغِل بأمر المسلمين أتيتموه؟!" وضربه بالدرّة، فانصرف الرجل حزيناً، فتذكّر عمر أنه ظلمه، فدعا به وأعطاه الدرّة، وقال له: "اضربني كما ضربتُك" فأبى الرجل وقال "تركت حقي لله ولك"، فقال عمر: "إما أن تتركه لله فقط، وإما أن تأخذ حقّك" فقال الرجل "تركته لله".

فانصرف عمر إلى منزله فصلّى ركعتين، ثم جلس يقول لنفسه: "يا ابن الخطاب كنتَ وضيعاً فرفعك الله، وضالاً فهداك الله، وضعيفاً فأعزّك الله، وجعلك خليفةً، فأتى رجلٌ يستعين بك على دفع الظلم فظلمتَه؟! ما تقول لربّك غداً إذا أتيتَه؟!" وظلّ يحاسب نفسَه حتى أشفق الناس عليه.